فصل: سنة إحدى وسبعين وسبعمائة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: السلوك لمعرفة دول الملوك **


 سنة إحدى وسبعين وسبعمائة

في أول المحرم‏:‏ ورد قاصد الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير طاز ومعه أربعة وعشرون من وفي يوم الأحد ثامنه‏:‏ ورد البريد بطلب الأمير حيار الأمان وكان القاصد بذلك الأمير سيف الدين بهادر أستادار الأمير منجك نائب الشام ومعيقل حاجب حيار فأجيب إلى ذلك‏.‏

وفي يوم الخميس ثامن عشره‏:‏ خلع على كريم الدين عبد الكريم بن الرويهب واستقر في الوزارة عوضاً عن علم الدين إبراهيم بن قزوينة باستعفائه و لم يتعرض لابن قزوينة بسوء‏.‏

وفيه استقر عماد الدين إسماعيل بن محمد بن أبي العز بن صالح المعروف بابن الكشك الدمشقي في قضاء الحنفية بدمشق بعد وفاة جمال الدين أبي الثناء محمود بن سراج الدين أحمد بن مسعود المعروف بابن السراج‏.‏

وفي يوم السبت رابع عشر‏:‏ ركب السلطان إلى لقاء والدته عند قدومها من الحج ونزل بركة الحجاج ثم مضى إلى البويب‏.‏

فلما قدمت في يوم الإثنين سادس عشره عاد إلى قلعة الجبل‏.‏

وفي يوم السبت حادي عشرينه‏:‏ خلع على الأمير بهادر الجمالي واستقر أمير أخور عوضاً عن الأمير بَكتمُر المؤمني بعد وفاته وخلع على الأمير تَلكتَمُر بن بركة أستادار عوضاً عن بهادر الجمالي واستقر الأمير أرغون شاه الأشرفي أمير مجلس عوضاً عن تلكتمر وأنعم على الأمير جلبان العلاى بإمرة طبلخاناة‏.‏

وخرج البريد بطلب الأمير أَقتمُر الصاحبي الحنبلي من الشام فقدم في رابع عشر صفر‏.‏وفيه استقر كمال الدين - التنسي المالكي في قضاء الإسكندرية عوضاً عن كمال الدين الريغي‏.‏

وفي أول شهر ربيع الأول‏:‏ قدم الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف بن إلياس القونوي الحنفي فخرج الأمير منكلى بغا الشمسي الأتابك إلى لقائه وأنزله في بيت بالمارستان فأتاه الناس من كل جهة‏.‏

وكان منقطع القرين في الورع والصدع بالحق‏.‏

وفي ثالث ربيع الآخر‏:‏ استقر الأمير كنجكجي المنصوري في نيابة حماة عوضاً عن أيدمر الشيخي‏.‏

وفي رابعه‏:‏ خلع على الصاحب شمس الدين أبي الفرج المقسي واستقر في الوزارة عوضاً عن كريم الدين عبد الكريم بن الرويهب مضافاً إلى نظر الخاص‏.‏

وفي ثاني جمادى الآخرة‏:‏ أخرج الأمير محمد بن قمار أمير شكار منفياً واستقر عوضه الأمير جمال الدين عبد الله بن بَكتمر الحاجب أمير شكار وخلع على الأمير ناصر الدين محمد بن قيران الحسامي المعروف بابن شرف الدين واستقر أمير طبر عوضاً عن شرف الدين موسى بن ديدار بن قرمان عند استعفائه وخلع على الأمير نصرات واستقر حاجباً عوضاً عن أسنبغا‏.‏وفي يوم الخميس رابع عشرين رجب‏:‏ استقر علاء الدين علي بن محمد بن علي ابن عبد اللّه بن أبي الفتح بن هاشم المقدسي في قضاء الحنابلة بدمشق عوضاً عن شرف الدين أحمد بن شيخ الجبل بعد وفاته‏.‏

وفي تاسع عشرينه‏:‏ رسم الأمير أسندَمُر حرفوش بالجلوس وقت الخدمة بالإيوان‏.‏

وفي ثامن عشر شعبان‏:‏ استقر الشريف بكتمر بن علي الحسيني حاجباً عوضاً عن أقبغا اليوسفي‏.‏

واستقر الأمير أرغون شاه الأشرفي رأس نوبة عوضاً عن الأمير بَشتاك العمري بعد وفاته واستقر الأمير أرغون الأحمدي اللالا أمير مجلس عوضاً عن أرغون شاه وأنعم على الأمير طينال المارديني بتقدمة ألف وعلى الأمير علم دار بتقدمة ألف واستقر أستادارا واستقر الأمير محمد بن سرتقَطَاي نقيب الجيش عوضاً عن أرغون بن قيران‏.‏

واستقر الأمير شرف الدين موسى بن الأزكَشي شاد الدواوين عوضاً عن شرف الدين موسى بن الديناري واستقر ابن الديناري حاجباً عوضاً عن علاء الدين ابن كلفت واستقر الأمير آقبغا بن مصطفى جاشنكيرا عوضاً عن الأمير ألطبغا العلاى فرفور واستقر الأمير جركس الرسولي أستادارا ثانياً عوضاً عن محمد بن طرغاي واستقر الأمير طغاى تمر العثماني أمير جاندار عوضاً عن الأمير أسندمر حرفوش وخلع على الجميع‏.‏وقدم البريد بغلاء الأسعار بدمشق وتجاوزت الغرارة القمح مائتي درهم وفشت بها الآوبئة‏.‏

وفي يوم الإثنين ثالث عشرين شوال‏:‏ توجه قاضي الحنابلة بدمشق علاء الدين على ابن محمد إلى محل ولايته‏.‏

وفي رابع ذي القعدة‏:‏ استقر علاء الدين علي بن الرصاص في قضاء الحنفية بصفد وخلع عليه وتوجه إلى ولايته‏.‏

وفي يوم الخميس خامس عشرينه‏:‏ خلع على الصاحب فخر الدين ماجد بن تاج الدين موسى بن أبي شاكر وأعيد إلى الوزارة عوضاً عن شمس الدين أبي الفرج المقسي وخلع على الأمير ناصر الدين محمد بن إياز الدواداري واستقر كاشف الوجه البحري واستقر علاى الدين السناني في ولاية الغربية عوضاً عن قطلوبك صهر المزوق واستقر بهادر والي العرب في ولاية البهنسا واستقر ركن الدين عمر بن المعين والي البحيرة عوضاً عن أسَندَمُر الخضري‏.‏

وفي يوم الإثنين ثامن عشرينه‏:‏ رسم بتسمير نصراني اتهم أنه سحر خوند ابنة الأمير طاز وزوجة السلطان فماتت بسحره فسمر ووسط وأحرق بالنار‏.‏

واستقر نجم الدين أحمد بن عماد الدين إسماعيل بن الكشك في قضاء الحنفية بدمشق عوضاً عن أبيه برغبته له عن ذلك واستقر برهان الدين أبو سالم إبراهيم بن محمد بن على الصنهاجي وفي يوم الخميس تاسع ذي الحجة‏:‏ استقر زين الدين أبو بكر على بن عبد الملك المازوني في قضاء الماليكة بدمشق بعد وفاة جمال الدين المسلاتي‏.‏

وفي يوم الأربعاء خامس عشرينه‏:‏ قدم البريد بوفاة التاج عبد الوهاب بن السبكي قاضي القضاة بدمشق فاستقر عوضه كمال الدين أبو القاسم عمر بن الفخر عثمان ابن هبة الله المعري قاضي حلب واستقر في قضاء حلب عوض المعري قاضي طرابلس فخر الدين عثمان بن أحمد بن عثمان بن أحمد الزرعي‏.‏

وأعيد الأمير ألطبغا الشمسي إلى ولاية القلعة وأخرج الأمير نصرات إلى الإسكندرية وعمل بها حاجباً وأنعم على كل من الأمير منكوتَمر عبد الغني والأمير يلبغا المجنون بتقدمة ألف وعلى كل من الأمير يلبغا الناصري والأمير ألطبغا الشمسي والأمير قطلو أقتمر العثماني والأمير آل ملك الصرغتمشي والأمير عبد الرحيم بن الأمير منكلى بغا الشمسي والأمير يَاوَرجي القوصوني والأمير تغرى بردش بن ألجاي والأمير تلكتَمُر الجمالي بإمرة طبلخاناه وعلى كل من محمد بن قرا ابن كُلَيته ورجب بن طيبغا المحمدي وعبد الله بن محمد بن طرغاي وصراي تمر المحمدي ومنكلى بغا البلدي الأحمدي ويلبغا المحمدي وبكتمر العلمي ومحمد شاه ابن الأمير ناصر الدين محمد بن أقبغا آص وطيدمر الذهبي أمير شكار وبكتاش بن قطليجا‏.‏وفيها ولد للسلطان ولد ذكر سماه رمضان وزينت القاهرة لولادته ودقت البشاير وذلك في شهر رمضان‏.‏

وكان أمير الحاج علاء الدين علي بن كَلَفْت فأقام بمكة لعمارة مأذنة باب الحزورة وعاد بالحاج الطواشي سابق الدين مثقال الآنوكي مقدم المماليك‏.‏

ومات في هذه السنة ممن له ذكر من الأعيان الوزير الصاحب علم الدين إبراهيم بن قزوينة المعروف بالحليق في ليلة الثلاثاء سابع شهر رجب‏.‏

وتوفي قاضي الحنابلة بدمشق شرف الدين أحمد بن قاضي الحنابلة بدمشق شرف الدين أبي الفضائل الحسن بن الخطيب شرف الدين أبي بكر عبد الله بن الشيخ أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ثم الصالحي الدمشقي المعروف بابن قاضي الجبل الحنبلي علامة وقته في كثرة النقل وقفه الحنابلة في يوم الثالث عشر من رجب‏.‏

وتوفي قاضى المالكية بحماة ودمشق أبو الوليد سرى الدين إسماعيل بن البدر محمد ابن محمد بن هانىء اللخمي الأندلسي بالقاهرة برع في العربية واللغة والأدب وشرح التلقين في النحو لأبي ومات الأمير أروس بغا الخليلي أحد الطبلخاناه في آخر شهر رجب‏.‏

ومات الأمير أسندَمُر الكاملي زوج خوند القُرْدُمية وأحد أمراء الألوف‏.‏

ومات الأمير آسن الصرغتمشي أحد الطبلخاناه منفياً بدمشق‏.‏

ومات الأمير أقبغا اليوسفي الحاجب في شعبان بمدينة منفلوط وقد توجه إلى لقاء هدية صاحب اليمن وكان مشكور السيرة‏.‏

ومات الأمير ألطبغا العلاى الجاشنكيرى فرفور أحد الطبلخاناه‏.‏

ومات الأمير بكتمر المؤمني أمير آخور في يوم الثلاثاء سابع عشر المحرم‏.‏

ومات الأمير بكتمر الأحمدي أحد الطبلخاناه‏.‏

ومات الأمير تنبك الأزقي أحد الطبلخاناه ورأس نوبة ثانياً‏.‏

وكان من الأبطال‏.‏

ومات الأمير طيبغا المحمدي أحد أمراء الألوف في صفر‏.‏

ومات قاضي قضاة دمشق تاج الدين عبد الوهاب بن قاضي قضاة دمشق تقي الدين على بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الأنصاري السبكى في يوم الثلاثاء سابع ذي الحجة بدمشق عن أربع وأربعين سنة‏.‏

وتوفي قاضي القضاة الحنفية وعالمهم زين الدين عمر بن الكمال أبي عمر عبد الرحمن بن أبي بكر البسطامي ليلة الجمعة خامس عشرين جمادى الآخرى بالقاهرة ومولده في جمادى سنة أربع وتسعين وستمائة ودفن بالقرافة عند جده لأمه قاضي القضاة شمس الدين محمد السروجي‏.‏

وتوفي زين الدين عبد الله بن القوصي أحد نواب القضاة الشافعية في ليلة الخميس سابع عشر جمادى الآخر‏.‏

وتوفي قاضى المالكية بدمشق جمال الدين محمد بن الزين عبد الرحيم بن علي بن عبد الملك المسلاتي بالقاهرة في يوم السبت ثالث عشر ذي القعدة ودفن بتربة الصوفية خارج باب النصر‏.‏

وتوفي قاضي العسكر بدر الدين محمد بن أبي الفتح محمد بن عبد اللطف بن يحيى بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام السبكي بطريق القدس أو قد توجه لزيارته‏.‏

وتوفي الفقيه النحوي شمس الدين محمد بن الحسن بن محمد المالقي المغربي المالكي بدمشق وله شرح التسهيل في النحو‏.‏

ومات الأمير محمد بن الأمير تنكز نايب الشام أحد الطبلخاناه‏.‏

ومات الأمير محمد بن الأمير طرغاي أحد الطبلخاناه‏.‏ومات شمس الدين موسى بن التاج أبي إسحاق عبد الوهاب بن عبد الكريم ناظر الجيش وناظر الخاص بعد ما عزل ووزر وزارة دمشق غير مرة‏.‏

وهو من أبناء السبعين بظاهر دمشق‏.‏

ومات الأمير الأكز الكشلاوي الوزير الأستادار وهو منفي بحلب في ربيع الأول‏.‏

سنة اثنتن وسبعين وسبعمائة في يوم الاثنين ثاني عشر المحرم‏:‏ استقر سعد الدين ماجد بن التاج أبي إسحاق في وزارة الشام‏.‏

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشره‏:‏ سافر زين الدين أبو بكر بن علي بن عبد الملك المازوني - قاضي المالكية بدمشق - إلى محل ولايته‏.‏

وفي حادي عشرينه‏:‏ أخرج الأمير يعقوب شاه الخازندار منفياً إلى ملطة‏.‏

وفي أول صفر‏:‏ قدمت رسل الفرنج لطلب الصلح فحلفوا على ألا يغدروا ولا يحزنوا وخلع عليهم وسافروا ومعهم من يحلف ملكهم وأخذت منهم رهائن بالقلعة‏.‏

وفي شهر ربيع الأول عزل الأمير شهاب الدين أحمد بن قنغلى من ولاية الجيزة بسؤاله وارتجعت عنه إمرة طبلخاناه وأنعم على طيبغا العمري الفقيه بإمرة عشرة‏.‏

واستقر محمد بن قرطاي الموصلي نقيب الجيش عوضاً عن أرغون بن قيران ثم أعيد أرغون واستدعى محمد بن قماري من غزة وأنعم عليه بإمرة طبلخاناه واستقر أمير شكار على عادته‏.‏

وفي يوم السبت ثامن عشر ربيع الآخر‏:‏ ركب السلطان للصيد وعبر القاهرة من باب زويلة ونزل إلى القبة المنصورية فزار جده وجد أبيه وركب فخرج من باب النصر وتصيد وعاد يريد التوجه إلى الوجه القبلي فقدمت له أرباب الأدراك تقادم جليلة‏.‏

وفي ليلة الخميس الخامس من جمادى الأولى‏:‏ ظهر بالسماء على القدس ودمشق وحلب حمرة شديدة جداً كأنها الجمر وصارت في خلل النجوم كالعمد البيض حتى سد ذلك الأفق طول ليلة الخميس حتى طلع الفجر فارتاع الناس واشتد خوفهم وباتوا يستغفرون الله ويذكرونه‏.‏

وفي آخره‏:‏ خلع على الأمير سيف الدين طشتمر العلاى واستقر دوادارا بإمرة طبلخاناه نقل إليها من الجندية بعد وفاة منكوتمر عبد الغني الدوادار‏.‏

وفيه عادت رسل الفرنج ومعهم عدة ممن أسروهم من المسلمين نحو المائة‏.‏

وكان الوقت خريفاً فكثرت الأمراض في الناس بالقاهرة والوجه البحري وتجاوز عدد الأموات بالقاهرة ثمانين في كل يوم‏.‏

وفي أول جمادى الآخرة‏:‏ استقر شرف الدين عبد المنعم بن سليمان بن داود البغدادي الحنبلي في إفتاء دار العدل وتدريس مدرسة أم السلطان بخط التبانة عوضاً عن بدر الدين حسن النابلسي بعد وفاته‏.‏

وفيه بعث الفرنج من بقي من أسرى المسلمين ببلادهم وتم الصلح وفتحت كنيسة القمامة بالقدس‏.‏

وفي ثالث عشرين شهر رجب‏:‏ سار ركب الحجاج الرحبية إلى مكة‏.‏

وفي سابع شعبان‏:‏ استقر بدر الدين عبد الوهاب بن أحمد بن محمد الأخناي في إفتاء دار العدل عوضاً عن تاج الدين محمد بن بهاء الدين بعد وفاته بعقبة أيلة صحبة الرجبية‏.‏

وفي تاسعه‏:‏ استقر علم الدين صالح الإسنوي موقع الحكم واستقر في وكالة الخاص عوضاً عن ابن بهاء الدين واستقر بدر الدين الأقفهسي شاهد الأمير ألجاي اليوسفي عوضه في شهادة الجيش واستقر محب الدين السمسطاي في نظر المارستان عوض ابن بهاء الدين‏.‏

وفي يوم الإثنين رابع عشر شعبان‏:‏ خلع على الصاحب شمس الدين أبي الفرج المقسي واستقر وكيل الخاص عوضاً عن علم الدين صالح مضافاً لما بيده‏.‏

وفي أول شهر رمضان‏:‏ خلع على الأمير علم دار واستقر في نيابة صفد عوضاً عن تَلَكتمُر الفقيه من بركة وقدم تَلَكتمُر واستقر أستادارا عوضاً عن علم دار‏.‏وفي سابع عشر ذي القعدة‏:‏ خلع على الأمير طيدمر البالسي واستقر في نيابة الإسكندرية عوضاً عن ابن عرام وأنعم على أبن عرام بإمرة طبلخاناه بالقاهرة‏.‏

وفي رابع عشرينه‏:‏ خلع على بدر الدين بن السكري واستقر في قضاء الحنفية بالإسكندرية بعد موت ابن الزبيبة وخلع على محمد بن سرتُقطَاي واستقر نقيب الجيش عوضاً عن أرغون بن قيران‏.‏

وفيه خلع أبو البقاء خالد بن إبراهيم بن أبي بكر متملك تونس بعد إقامته في الملك سنة وتسعة أشهر تنقص يومين وقام بعده ابن عمه أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم في يوم السبت ثامن عشر ربيع الآخر‏.‏

ومات في هذه السنة ممن له ذكر من الأعيان قاضي الحنفية بثغر الإسكندرية شهاب الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر الصالحي عرف بابن زْبيبّة - تصغير زبيبة - في خامس عشر ربيع الأول وهو أول من ولي من قضاء المدينة بالإسكندرية‏.‏ومات الأمير أسندمر حرفوش العلاى الحاجب بعد ما أخرج إلى الشام وأنعم عليه بإمرة ألف في دمشق‏.‏

ومات الأمير علي المارديني نائب الشام وديار مصر في يوم الثلاثاء سابع المحرم وكان مشكور السيرة‏.‏

ومات الأمير بَشْتَاك العمري رأس نوبة‏.‏

ومات الأمير جرجي نائب حلب وهو أمير كبير بدمشق في صفر‏.‏

ومات الأمير جرجي البالسي أحد الطبلخاناه‏.‏

ومات الأمير جرقطلو المظفري أحد العشرات‏.‏

ومات بدر الدين حسن بن محمد بن صالح بن محمد بن محمد بن عبد المحسن النابلسي الفقيه الحنبلي مفتي دار العدل ومدرس الحنابلة بمدرسة أم السلطان في رابع عشر جمادى الآخرة توفي بالقاهرة‏.‏

ومات شرف الدين سالم بن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء في يوم الخميس رابع عشر شوال بالقاهرة‏.‏

ومات الشيخ عبد الرحيم جمال الدين أبو محمد بن الحسن بن علي بن عمر الأموي الإسنوي الشافعي فجأة ليلة الأحد ثامن جمادى الأولى وقد انتهت إليه رياسة العلم‏.‏

وأكثر من التصانيف في الفقه وغيره‏.‏

وتوفي قاضي الحنفية بالمدينة النبوية نور الدين علي بن الفقيه عز الدين يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود الزرندي‏.‏

وتوفي علاء الدين على بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى المعروف بابن الظريف الفقيه المالكي موقع الحكم وأحد نواب المالكية والمقدم في عمل المناسخات في ليلة الأربعاء رابع عشر جمادى الأولى‏.‏

ومات سراج الدين عمر بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن الفرات موقع الحكم في ليلة الثلاثاء حادي عشر جمادى الآخرة‏.‏

ومات الأمير قُطْلو أَقتَمُر الناصري رأس نوبة في ثامن عشر جمادى الأولى‏.‏

ومات تاج الدين محمد بن بهاء الدين المالكي المعروف بابن شاهد الجمال مفتي دار العدل وشاهد الجيش وناظر المارستان ووكيل الخاص في أول شعبان بمنزل العقبة‏.‏

وتوفي شمس الدين محمد بن عبد الله بن محمد الزركشي أحد أعيان الفقهاء الحنابلة في ليلة السبت رابع عشرين جمادى الأولى‏.‏ومات الشيخ أبو الظاهر تقي الدين محمد بن محمد إمام أهل الميقات في يوم السبت حادي عشرين شهر رجب‏.‏

ومات الشيخ المجذوب المعتقد ذو الكرامات العجيبة أبو زكريا يحيى بن علي بن يحيى الصنافيري الأعمى في يوم الأحد سابع عشرين شعبان وحزر الجمع الذين صلوا عليه بمصلى خولان من القاهرة فكان ينيف على خمسين ألفاً‏.‏

وتوفي زين الدين عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم أحد قراء السبع وشيخ خانكاه بكتمر بالقرافة في سابع عشرين ربيع الآخر أخذ القراءات عن التقي الصايغ‏.‏

ومات الأمير أروس النظامي أحد الطبلخاناه‏.‏

ومات الأمير أزْدَمُر الصفوي الجوكندار‏.‏

وتوفي الطيب الفاضل جمال الدين يوسف الشربكي في تاسع عشر جمادى الأولى‏.‏

والله تعالى أعلم‏.‏سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة في أول المحرم‏:‏ استقر الأمير أيدمر الدوادار في نيابة حلب عوضاً عن أَشَقتمُر المارديني‏.‏

وفي صفر‏:‏ طُلب شمس الدين محمد الركراكي المغربي من فقهاء المالكية إلى مجلس الأمير الكبير ألجاي وادعى عليه بقوادح توجب إراقة دمه فتعصب له قوم وتعصب عليه آخرون‏.‏

وكثرت زيادة النيل فنودي عليه في يوم الثلاثاء ثاني عشر شهر ربيع الأول وهو خامس عشرين توت أربعة أصابع لتتمة إصبعين من عشرين ذراعاً ثم زاد بعد ذلك عدة أيام فلم يناد عليه فإنه فاض حتى تقطعت الطرقات وتأخرت الزراعة ثم نقص قليلاً وثبت حتى مضى من هاتور عدة أيام فاجتمع الناس بجامع عمرو من مدينة مصر والجامع الأزهر بالقاهرة ودعوا الله لهبوط النيل عدة مرار فهبط وزرع الناس على العادة‏.‏

وركب السلطان للعب بالكرة في الميدان الكبير بشاطىء النيل خمس سبوت متوالية ولم يتقدمه لذلك أحد وإنما العادة أن يكون الركوب بعد وفاء النيل إلى الميدان في ثلاثة سبوت متوالية‏.‏

وفي يوم الإثنين أول جمادى الأولى‏:‏ ضرب عنق بعادة مشارف ديوان المواريث الحشرية لقوادح أوجبت إراقة دمه شرعاً‏.‏وفي هذا الشهر‏:‏ تنجز لقاضي القضاة سراج الدين عمر الهندي الحنفي مرسوماً بأن يلبس الطرحة ويستنيب عنه قضاة في أعمال مصر قبليهاوبحريها ويفرد له مودعاً لأموال يتامى الحنفية كما يفعل قاضي القضاة الشافعي فشغله الله عن إتمام ذلك بمرض نزل به فلزم الفراش حتى مات‏.‏

وفيه أيضاً جرى بين قاضي القضاة بهاء الدين أبي البناء الشافعي وبين قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم الأخناي المالكي كلام في مسألة وكان أبو البقاء بحر علم لا يدركه الدلاء والأخناي بضاعته في العلم مزجاة فأنجز الكلام إلى أن قال أبو البقاء‏:‏ لو كان مالك حياً لناظرته في هذه المسألة‏.‏

فعد الأخناي ذلك خروجاً من بهاء الدين وقال‏:‏ إيش أنت حتى تذكر مالكاً والله لو كان غيرك لفعلت به كذا يعني القتل وهجره‏.‏

فاتفق عن قريب عزل أبي البقاء فطار البرهان كل مطار وعدى هو وأصحابه ذلك من كرامات الإمام رحمه الله‏.‏

وفي يوم الإثنين ثامنه‏:‏ كانت الخدمة السلطانية بدار العدل من القلعة وحضر قضاة القضاة على العادة ثم انقضت الخدمة فمضى القضاة على عادتهم وجلسوا بالجامع من القلعة إذ أتاهم رجل من عند السلطان وأسر إلى أبي البقاء ثم التفت إلى بقية القضاة وبلغهم عن السلطان أنه قد عزل أبا البقاء وأمره أن يلزم بيته فانفضوا على ذلك وخرج البريد بطلب خطيب القدس برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحيم بن جماعة فقدم في يوم الأحد خامس جمادى الآخرة ودخل على السلطان فبالغ في إكرامه وخلع عليه وولاه قضاء القضاة عوضاً عن أبي البقاء فنزل وبين يديه حاجبين من حجاب السلطان‏.‏

و لم يتقدم لأحد من القضاة قبله أن تركب معه الأمراء وركب معه أيضاً الأعيان فكان يوماً مشهوداً‏.‏

وكانت مدة عطلة الناس من ولاية قاضي القضاة سبعة وعشرين يوماً وقد وقع مثل ذلك في الأيام الناصرية محمد بن قلاوون تعطلت القاهرة من بعض قضاة القضاة بسبعة وعشرين يوماً‏.‏ ووقع نظير ذلك في سنة إحدى وسبعين وثمانمائة في الأيام الظاهرية خشقدم - يبقى الله عهده - عند عزله قاضي القضاة بدر الدين أبو السعادات محمد بن تاج الدين البلقيني الكناني الشافعي وطلب السلطان الشيخ أبي يحيى زكريا السبكي الأنصاري الشافعي ليوليه وظيفة القضاء فاختفي عند طلبه وشغر منصب القضاء سبعة وعشرين يوماً ثم ظهر بعد ذلك وطلب إلى عند السلطان هو والشيخ كمال الدين محمد بن إمام الكاملية وعرض عليهما وظيفة القضاء وسألهما السلطان في ذلك فأصرا على عدم الدخول في ذلك وسعى جماعة فلم يجابوا إلى شيء فاستشار السلطان الشيخ أمين الدين يحيى بن الأقصري الحنفي فيمن يوليه فأشار بولاية الشيخ ولي الدين أبي الفضل أحمد بن أحمد السيوطي الشافعي أحد خلفاء الحكم العزيز وذكر الشيخ أمين المذكور أنه أصلح الموجودين فطلب ولي الدين المذكور وخلع عليه واستقر في وظيفة القضاء وسار سيرة حسنة بالسبة إلى مستنيبه القاضي المنفصل ولله الأمر من قبل ومن بعد‏.‏

وفي يوم الخميس رابع عشر شهر رجب‏:‏ دار محمل الحاج على العادة في كل سنة فاستدعى صدر الدين محمد بن جمال الدين عبد الله بن علاء الدين علي التركماني قاضي العسكر وخلع عليه واستقر قاضي القضاة الحنفية عوضاً عن السراج عمر الهندي‏.‏

ونزل والمحمل والقضاة وغيرهم وقوف بالرميلة تحت القلعة كما هي العادة فوقف معهم ثم مضى في موكب المحمل حتى انقضى دورانه فكان يوماً مشهوداً‏.‏

وفي يوم الإثنين ثامن عشرة‏:‏ خلع على الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن الصائغ الحنفي واستقر قاضي العسكر عوضاً عن صدر الدين محمد التركماني وأضيف إليه أيضاً تدريس الحنفية بالجامع الطولوني عوضاً عن السراج الهندي واستقر جلال الدين جار الله في تدريس الحنفية بالمدرسة المنصورية عوضاً عن حميه السراج الهندي‏.‏

وفي شعبان‏:‏ على الشيخ سراج الدين عمر البلقيني واستقر في قضاء العسكر عوضاً عن الشيخ بهاء الدين أحمد بن السبكي بعد موته واستقر في تدريس المدرسة الناصرية بجوار قبة الإمام الشافعي - رحمه الله - من القرافة وتدريس الشافعية بالمدرسة المنصورية بين القصرين من القاهرة قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء‏.‏

واستقر في إفتاء دار العدل كمال الدين أبو البركات بن السبكي وخلع عليه في يوم الخميس ثالث عشره واستقر الشيخ ضياء الدين عبيد الله بن سعد القرمي في تدريس الشافعية بخانكاه شيخو وحضر معه القضاة والأعيان وعدة من الأمراء منهم الأمير الكبير منكلى بغا الشمسي الأتابك والأمير أرغون اللالا والأمير تلكتمر الفقيه أستادار السلطان والأمير أرغون شاه رأس نوبة والأمير طشتمر الدوادار في آخرين ومد سماط عظيم بالخانكاه فكان يوم مشهوداً ثم انفضوا بعد ما ألقى الدرس وأكلوا السماط‏.‏

وفي هذا الشهر‏:‏ ألزم الأشراف بأن يتميزوا بعلامة خضراء في عمائم الرجال وأزر النساء فعملوا ذلك واستمر وقال‏:‏ في ذلك الأديب شمس الدين محمد بن أحمد بن جابر الأندلسي‏:‏ جعلوا لأبناء الرسول علامة إن العلامة شأن من لم يشهر نور النبوة في كريم وجوهم يغني الشريف عن الطراز الأخضر وقال الأديب المنشىء زين الدين طاهر بن حبيب الحلبي‏:‏ ألا قل لمن يبغي ظهور سيادة تملكها الزهر الكرام بنو الزهرا وفيها استقر شهاب الدين أحمد بن العماد محمد بن محمد بن المسلم بن علان القيسي في كتابة السر بحلب بعد وفاة علاء الدين علي بن إبراهيم بن حسن بن تميم‏.‏

ومات فيها من الأعيان ممن له ذكر الشيخ بهاء الدين أبو حامد أحمد بن تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الأنصاري السبكى الشافعي بمكة ليلة الخميس سابع رجب‏.‏

ومات الأمير أيدمر الشيخي أحد أمراء الألوف ونائب حماة بعد ما أقام بحلب‏.‏

ومات قاضي القضاة سراج الدين عمر بن إسحاق بن أحمد الغزنوي الهندي الحنفي في ليلة الخميس سابع رجب الليلة التي مات بها ابن السبكي بمكة‏.‏

ومات كمال الدين أبو الغيث محمد بن تقي الدين عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر المعروف بابن الصايغ الأنصاري الدمشقي الشافعي قاضي حمص عن بضع وأربعين سنة‏.‏

ومات الأديب يحيى بن زكريا بن محمد بن يحيى بن الخباز العامري الحمري وهو من أبناء الثمانين بدمشق‏.‏ومات الفقير المعتقد عبد الله درويش في سابع عشر رجب‏.‏

ومات الأمير أسنبغا التَلَكسي أحد العشرات‏.‏

ومات الأديب الشاعر شهاب الدين أحمد بن محمد بن عثمان بن شيحان المعروف بابن المجد البكري التيمي القرشي البغدادي في عاشر شهر رمضان‏.‏

بمنية بني خصيب‏.‏

والله تعالى أعلم بالصواب‏.‏